>لم تتغیر المدینة کثیرا نفس الأزقة و نفس البنایات حتی سماء بلادي لم تتغیر هکذا وصف محمد المنظر بعدما خرج من المطار واستقل سیارة للأجرة .لقد عاد الی وطنه أول مرة منذ عشرین سنة.کان محمد في الخامسة والثلاثین من عمره عندما غادر المغرب في اتجاه أوربا کان واحدا ممن یأسوا من مرارة العیش و کابوس البطالة الذي کان ینخر سنوات حیاته .عندما قرر السفر کان یبدو کالشبح لا حیاة له ولا امل .یعیش یومه ولیله ولا شيٸ یتغیر قرر کبقیة شباب المغرب أن یغامر بحیاته و یرمي بنفسه إلی غیابات وظلمات البحر لعله یفلح و یصل إلی الجنة کما یصفها العرب و الافارقة علی حد سواء .لم یکن الأمر بتلک السهولة فهو من مدینة مراکش و یعیش بها کیف له أن یتدبر أمره وینتقل إلی إحدی مدن الشمال لیتمکن من الاختباء فی احدی الشاحنات أو فی باخرة من البواخر التی تنطلق في اتجاه اسبانیا کان محمد شابا قد بدأ الیأس یتسلل الیه لا معنی لاي شیٸ فی حیاته .کانت أمه النقطة المضیٸة في حیاته لکنه یتألم کلما أعطته أمه دراهم لیتدبر حاله .لم یستطع البوح بما یفکر به أو یعتزم القیام به فلربما منعته أمه و لربما ضعف لبکاءها و توسلاتها .کان محمد یسأل صدیق له عن أحد السماسرة المعروفین بمدینة مراکش لعله یساعده فی الانتقال إلی الضفة الاخری .کان همه الوحید ان یغیر حیاته و ینطلق فی صیاغة أحداث جدیدة تغیر حیاة البٶس و حیاة الذل التی یعیشها .جلس محمد فی المقهی کعادته وحمل بین أنامله سیجارة یلتهمها بشراهة حتی وقف أمامه رجل أنیق لبق یتحدث وهو واثق فی نفسه وقال له لقد وصلني انک تبحث عني .قال له ومن أنت فأجابه باللهجة المغربیة "فکاک الحایل" أي الرجل الذي یفک جمیع العقد .أدرک محمد أن صاحبنا هو السمسار الذي سینقله إلی بر الامان لکن کان طلب هذا الرجل صعبا حیث أن المسألة ستکلفه ملیونین سنتیم ولا ضمانات .أحس محمد أن الأمر صعب بعض الشيٸ و أن حلمه أصبح یبتعد شیٸا فشيٸ .وقد زاده السمسار صعوبة عندما حدد المعد فی ثلاثة أیام .لیست کافیة لکنها الفرصة الوحیدة التی لطالما حلم بها .عاد الی بیته و استلقی علی سریره یفکر فی الحل سیلتحق بطنجة و خلال اسبوع سیکون قد وصل الی أوربا یا له من حلم .لم یجد محمد اي خاصة وأن عاٸلته فقیرة وأمه وأخواته الثلاثة لا یملکون شیٸا لمساعدته ....مهلا أمه تملک مجموعة من الحلي الذهبیة التي ورثتها عن أمها لکن محمد إستبعد الفکرة لکنها ظلت تطارده حاول أن یتناسی أمر ذهب أمه لکنه وفي اللحضة الأخیرة و مع وصول موعد تسلیم النقوذ لم یتبقی له حل سوی أن یسرق ذهب أمه أجل أمه التي کان یحبها و یقدرها ولا یستطیعإغضابها الیوم یسرقها لیحقق حلمه .باع محمد الذهب و أعطی المال للسمسار و احتفض لنفسه ببعضه و شد الرحال الی طنجت حیث موعده مع بقیة العصابة التي ستنقله إلی أوروبا .... وصل محمد طنجة و بدأ في البحث علی المقهی الذي یتواجد به فرد من أفراد العصابة الذي سینقله إلی مکان التجمع للانطلاق نحو أوروبا .وبعد مرور نصف یوم وصل الی المقهی المنشود کان یظن انه الوحید الذي یبحث عن هذا الشخص الملقب بالطالیاني الذی یلتقي بالضحایا وینقلهم الی مکان الإیواء الذي کان محمد یظنه فندقا أو منزل خاصة و أنه دفع مبلغا کبیرا من المال لکن صدمة محمد کانت کبیرة عندما وصل الی غابة وبها براریک تراکم بها أکثر من مٸة شخص بین نساء و أطفال و شیوخ و أفارقة لم یستوعب الموقف و سأل أحد أفراد العصابة و کأنه یحتج فأخبره أن کل واحد و الطریقة التی سینطلق بها و ذالک حسب المبلغ المدفوع لم یطمإن محمد لکلام هذا الشخص الذي کان یحمل سلاحا بیده ...قضی محمد لیلته الاولی وهو ینتظر الموعد الذی لا یعلمه سوی أفراد العصابة وفی اللیلة الثانیة و بینما کان الجمیع نیام سمع صوت همس وراء شجیرات فذهب خلسة لیستطلع الامر .فاکتشف أن أفراد العصابة سيرحلون.....یتبع
شب حریق مساء الیوم بغابة صغیرة بالقرب من أسواق السلام طنجة حیث کانت النیران تتجه نحو خزان للغاز خاص بمرکز التسوق المذکور .مما جعل مستخدمي اسواق السلام یتدخلون في عمل بطولي لمنع وصول النیران لهذا الخزان دون انتظار قدوم رجال الوقایة المدنیة اللذین حضرو بسرعة و اخمدو النیران بشکل نهاٸي .ولزالت لم تعرف أسباب هذه الحراٸق
Commentaires
Enregistrer un commentaire